أجر الرضاعة

 


أجر الرضاعة: واجب أم حق؟


مقدمة:

تُعدّ الرضاعة الطبيعية من أهمّ الحقوق الأساسية للطفل، فهي ضرورية لنموّه الجسدي والعقلي بشكلٍ سليم. وتُنصح منظمة الصحة العالمية بأنّ الأمّ تُرضع طفلها بشكلٍ حصريّ حتّى عمر 6 أشهر، واستمرار الرضاعة حتّى عمر سنتين أو أكثر.

ما هو أجر الرضاعة؟

يُشير أجر الرضاعة إلى المقابل الماديّ الذي قد تتلقّاه الأمّ من قبل الزوج أو وليّ أمر الطفل مقابل إرضاعه.

وجهات نظر مختلفة:

  • الرأي الأول: يرى أنّ الرضاعة الطبيعية واجبٌ أخلاقيّ ودينيّ على الأمّ، ولا تستحقّ مقابلًا ماديًّا. ويستند هذا الرأي إلى أنّ الأمّ هي من حملت الطفل ووضعته، وأنّ الرضاعة هي جزءٌ من رعايتها لطفلها.
  • الرأي الثاني: يرى أنّ الأمّ تستحقّ أجرًا ماديًّا مقابل الرضاعة، وذلك لأنّها تبذل جهدًا جسديًّا ونفسيًّا كبيرًا في سبيل إرضاع طفلها. كما أنّ الرضاعة قد تُؤثّر على صحّة الأمّ وتُقلّل من قدرتها على العمل.

في الإسلام:

  • قال تعالى: 

    ﴿ ۞ وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ ۗ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾

  • الواجب: حثّ الإسلام على الرضاعة الطبيعية للطفل حتّى عمر سنتين، واعتبرها واجبًا على الأمّ.
  • الأجر: لم يحدّد الإسلام أجرًا ماديًّا محدّدًا للرضاعة، لكنّه أكّد على فضلها وأجرها العظيم عند الله.
  • الحقوق: للأمّ الحقّ في الحصول على ما يلزمها من طعام وشراب ورعاية صحية خلال فترة الرضاعة، حتّى تتمكّن من إرضاع طفلها بشكلٍ سليم.

في القانون:

  • في مصر: من المستقر عليه فى القانون المصري هو ان أم الصغير والتي هي بحسب الأصل من ترضع الصغير متي ان الصغير في سن الرضاع لم يتجاوز العامين، ومن ثم تستحق أجر رضاعة وتقدره المحكمة فى حدود ما تقف عليه من يسار الأب وحتي تتوقف الرضاعة وبحد أقصي حتى يبلغ الصغير عاميين هجريين كاملين.
  • في بعض الدول: يُقرّ القانون حقّ الأمّ في الحصول على أجرٍ ماديّ مقابل الرضاعة، ويحدّد مقدار هذا الأجر.
  • في دول أخرى: لا يُوجد قانونٌ محدّدٌ ينصّ على أجر الرضاعة، ويُترك الأمر للتراضي بين الزوجين أو وليّ أمر الطفل والأمّ.

ختاماً:

الرضاعة الطبيعية هي حقٌّ للطفل وواجبٌ على الأمّ. أمّا أجر الرضاعة، فهو موضوعٌ أخر مُختلفٌ فيه بين وجهات النظر المختلفة.

تعليقات